كلام جميل عن الرومانسية والحب : كثيرٌ من همس العشق والغزل في ليلةٍ بين اثنين هما أنا وأنت، قمرٌ ونجمٌ يُشاركاننا حبّاً ووداً دون كلل، وشمسٌ تُهللُ: ألا تحيةً على أهل الحب، وتمضين أنت مثل اليوم، وأبقى عبثاً أبحث بين غيم، وقمر عن همس منك، وتطل الشّمس فتصمت حزناً على حزني. عيناك نافذتان على حلمٍ لا يجيء، وفي كل حلمٍ أرمّم حلماً وأحلم. حبيبتي، إنّ حروفي وكلماتي وعدتني أن تجعلك تلتمسيها وأمنّتُها لكل عائدٍ إلى بلادي أن يوصلها لأحضانك، فهل وصلتكِ أيٌّ من رسائلي لك؟ حبيبتي، إن قلت نعم فقد عرفتِ مكنونها، وإن قلتِ لا؛ فعلّي أن أبوح بسرّها خوفاً أن تغدر بي الدّنيا ولا تصلك إحداها، وخوفاً على أنفاسي، وروحي من مفارقة مضمون رسائلها. أحببتك جداً لدرجة أنّه عندما تغيب عني يغيب معك كلّ شيء. أتذكُر حين بُحتُ لك عن عشقنا فأعلنت يوم الاستقلال، فهنيئاً لك رغد عيشك، وأتمنى لك السعادة والتّوفيق الدائم من الله، أمّا أنا فلم يعد لي مكان هنا وسأبقى كعاشقة مجروحة الفؤاد، وسأعتاد لأُكمل طريقي بالسّفر والتّرحال فوداعاً حبيبي. أموت من فُراقِك، وأموت من لُقياك، وأموت من جورِك، وأموت بحنانِك. هي ليست حبّي الأول، إنّها الأخير، إنّها الحب الذي يأتي بعد أن يتآكل القلب فيُرمّمه ويعيده فتيّاً، كل النساء قبلها كُنَّ لا شيء، فالحب معها مفهومٌ آخر، ليس كحُبي الأول مُشتعلاً، مليئاً بالرّغبة، فشيءٌ ما فيه يجعلك تشعر بالأمان والامتنان دوماً، على عكس ذلك الحبّ الذي تحاول جاهداً أن تسترق لحظات منه تجمعك مع عشيقتك على عتبات حياة قاسية، باحثاً عن باب يُفتح ليتلقّفكما سويّة في ظلام عشق، مآله دوماً إلى الانفصال. أتدرين أني بكيت بعد أول قصيدة حب أكتبها، وتدرين أنّي سأبكي أكثر بعد آخر قصيدة حب لم أكتبها، بين البكاء والكتابة علاقة أجهلها فأنا أبكي لأكتب، وأكتب كي لا أبكي وتلك هي المعادلة الصعبة. أسافر في عينيك أبحث عن مأوى، أيا رحبة الأحداق، يا عذبة النّجو، نسيت على أهدابك السّود عالمي، وحلَّقت مُشتقّاً مع الأنجم النّشوى أبحرية العينين، ورديّة الشّذى، تحرّضني أمواج عينيك أن أهوى فيا ليتني دمٌ بوريدك أدخل القلب، وأرى هل أنا ساكنٌ بوسطه أو أحد غيري؟ ليتني حبرٌ بيديك أُقلّب أفكارك حروف، أكتب ما قد كتمته وما تريد غيرك يراه، ليتني ظلّ بنهارك، ليتني بليلك طيوف أسهر اللّيل بخيالك، وأسمعك إذا قلت آه، ليتني كلّك وكلّك، ليتك بحالي ترى غيرة العاشق مصيبة، والمصيبة في هواه.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق